الجمعة، 11 سبتمبر 2009

رحلة الإسراء

بسـم اللــه الرحمــن الرحــيم 
..................................


.
.

اللهم إنى أسـألك بأسـمك الأعظم المكتوب من نور وجهك الأعلى المـؤبد ، الدائم الباقى المخلد ، فى قلب نبيك ورسولك سيدنــا محمد ، وأسـألك بأسمك الأعظم الواحد بوحدة الأحد ، المتعال عن وحدة الكم والعدد ، المقد س عن كـل أحد ، وبحق [ بسـم الله الرحمـن الرحـيم.. قـل هـو الله أحد ، الله الصمـد ، لـم يلـد ولـم يولد ، ولـم يـكن له كفـواً أحـد..] أن تصـلى عـلى سـيدنا محمـد صـلاة تـثـبـت فى قـلبى الأيمـان ، وتحفـظنى الـقرآن وتلهمنى منه الآيـات ، وتـفتح لـى بها نور الجنات ، ونـور النعـم ونــور النظــر إلى وجهـك الكريــم ، وعلى آلـه وصحبه وسلـم.


الأســراء
و المعــراج


رحـلة أنعـم الله بهـا على الحبيب المـحبوب سيـدنا محمــد صلى الله عليه وسـلم ، مُنـفذها سيدنا جبريل عليه السلام وسيدنا ميكائيل والبُراق ، بأمـر الواحد القهار، منظم الكون القادر المقتدر،الرحمن الرحيم،أكرم الأكرمين رب العالمين

................


فى السـنة 12 من النبوة ، وليلة 27 من شهر رجب أسرى بسـيد الخلق سـيدنا محمد (
صلى الله عليه وسـلم) من المســـجد الحرام بمكة إلى المســـجد الأقصى بالقدس و بعد ذلك عُرج به إلى العالم العلوى بالجسـد والروح إلى سبــعة سـموات والثامنة إلى سدرة المنتهى ، والتاسعة وبها يُسمع صريف الأقلام فى تصــاريف الأقدار ، والســـــماء العاشــرة إلى العــرش والرفــــرف والرؤية ، وسماع الخطاب وتشرف برؤية الله عـز وجــل بعـينيه وكلمه وهى خصوصية للحبيب محمد صلى الله عليه وسـلم ومسـتحيلة على أى مخلوق أخر.


فعندما كان النبي صلى الله عليه وسلم نائم فى بيت أم هانىء- بنت عمه أبى طالب - رضى الله عنها،وكانت تنام عيناه ولا ينام قلبه ، فإذا بأنفراج السقـف ونـزول الملائكــــة مـــنه ، فحتملوه إلى المسجد الحرام ،وتركوه فيه بحجر إسمـــاعيل وجاء جبريل وميكائيل عليــــــهم السلام ومعهم البراق، فقال جـبـريل لميكائيل أتنى بطست من مــاء زمـزم، فذهب ميكائيل وعاد فآتاه بثلاث طسـاس من الذهب الخالص مليئة بماء زمزم ، فقام جبريل عليه السلام بشـق صـدر سـيدنـا محـمد (
صلى الله عليه وسـلم) وأخرج قلبه وغسله وشرح صدره ونزع ما كان فيه من غل ، فملأه حلماً وعلماً ، وإيمانا و يقينا إسلاما و ختم بين كتفيه بعد ذلك بخاتــــــــم النبــــــــــــــــوة على الجهة اليسرى في محاذاة القلب فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فنظرت إلى الســماء فــفتح لى باب من أبــواب السـماء فرأيـت النــور الأعــظـم .


فقال جبريل عليه السلام : قم يا نائم فقد هيئت لك الغنائم، فقال سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم):يا جبريل إلى أين ؟ قال جبريل يا محمد أرفع الأين من البين ، إنما أنا رسول القدم ،أُرسلت إليك لأكون جملة الخدم ، يا محمد أنت مراد الإرادة ، الكل مُراد لأجلك ، وأنت مُراد لأجله ، أنت صفوة كأس المحبة.. ما حمى هذا الحمى إلا لوصلك ، ما روق كأس المحبة إلا لشربك .


فقال سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) : ياجبريل فالكريم يدعونى إليه ، فما الذى يُفعل بى ؟ قال جبريل ليغفر لك ما تقدم من ذنـب ومـا تأخـر ، قـال رســول الله (صلى الله عليه وسلم) :ياجبريل هذا لى فما لعيالى وأطفالى ؟ قال جبريل عليه السلام:{وللأخرة خير لك من الأولى، ولسوف يعطيك ربك فترضى }.
.

قال سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) جبريل : الآن طاب قلبي ، ها أنا ذاهب إلى ربى ،ثم قال جبريل : يامحمد إنما جئ بى إليك الليلة لأكون خادم دولتك ، وحاجب حاشيتك ، وحامل غاشيتك ، وجئ بالمركوب إليك ، لإظهار كرامتك ، لأن عادة الملوك إذا استزاروا حبيباً أو أستدعوا قريباً ، وأرادوا ظهور إكرامه وأحترامه أرسلوا أخص خدامهم ، وأعز نوابهم ، لنقل أقدامهم ، فجئناك على رسم عادة الملوك ، وآداب السلوك ومن أعتقد أنه يصل إليه بالخطأ فقد وقع فى الخطأ ، ومن ظن أنه محجوب بالغطأ فقد حرم العطأ.


ثم أتاه جبريل عليه السلام بالبراق وكان مسرجاً ملجماً وهو دون البغل وفوق الحمارأبيض اللون {فالأبيض أشرف الألوان}، يضع حافره عند منتهى طرفه، فلما ركب عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكأنها أصرت (شد) أذنيها فقال لها جبريل عليه السلام : مـه يا براق فو اللهِ ما ركبك خلق قط أكرم على الله منه ، فأرفض عرقاً ، فأمسك بركابه جبريل ، وبزمام البراق ميكائيل فسار الركب المبــــــارك.


- فأتوا على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم ، كلما حصدوا عاد الزرع كما كان ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : يا جبريل من هؤلاء؟! قال: هؤلاء المجاهدون في سبيل الله ، تضاعف لهم الحسنات بسبعمائة ضعف ، وما أنفقوا من شىء فهو يخلفه .


- ثم أتوا على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر ، كلما رضخت عادت كما كانت ، ولا يفتر عنهم من ذلك شئ ، فقال رسول الله(
صلى الله عليه وسـلم) : ياجبريل من هؤلاء؟! فقال: هؤلاء الذين تثاقلت رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة .


- ثم أتوا على قوم على أقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع(قطع من جلد) يسرحون كما تسرح الأبل و الغنم ،ويأكلون الضريع (نبت شوكى لا غذاء فيه) والزقوم ورضف جهنم وحجارتها ، (حجارة محماه على النار) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من هؤلاء يا جبريل؟ قال:هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله شيئاً، وما الله بظلام للعبيد.

- ثم أتى على قوم بين أيديهم لحـم نضيج في قدور ، ولحم آخر ني خبيث ، فجعلوا يأكلون من الني الخبيث ويدَعون النضيج الطيب ، فقال رسول الله (
صلى الله عليه وسـلم) : يا جبريل من هؤلاء ؟! فقال جبريل عليه السلام : الرجل من أمتك يقوم من أمرأة حلالا فيأتى المرأة الخبيثة ، فيبيت معها حتى يصبح ، والمرأة تقوم من عند زوجها حلالاً طيباً فتأتى الرجل الخبيث فتبيت عنده حتى الصباح.

.
- ثم أتى على خشبه في الطريق لا يمر بها ثوب إلا شقته ، ولا شئ إلا خرقيه ،فقال سيد الخلق حبيب الله ســـــيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) : ما هذا يا جبريل ؟! قال جبريل عليه السلام :هذا مثل أقوام من أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونه، ثــــم تـــلا : بسم الله الرحمن الرحيم {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون}.

.
- ثم أتى على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها ، وهو يزيد عليها ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ما هذا ياجبريل ؟! فقال جبريل عليه السلام : هذا الرجل من أمتك يكون عليه أمانات الناس لا يقدر على أدائها وهـو يـريد أن يحمـل عـليها .
.

- ثم أتى على قوم تُقرض ألسنتهم وشفاهم بمقارض من حديد كلما قرضت عادت كما كانت لا يفتر منهم من ذلك شئ ، فقال سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) : ما هؤلاء يا جبريل ؟! قال جبريل عليه السلام : خُطبَاء الفتنة.
.

- ثم أتى على حجر صغير يخرج منه ثــور عظيم ، فيريد الثـور أن يدخل من حيث خرج فلا يستطيع ، فقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : ما هذا ياجبريل؟! فقال جبريل عليه السلام: هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة فيندم عليها ، فلا يســتطيع أن يردهـــــــــا.
.

- ثم أتى على واد ٍ فوجد ريحاً طيبة باردة ، وريح مســـك ، وسمع صوتاً، فقال سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) : ياجبريــل ما هذا الريح الطيبة الباردة وريح المسـك وما هذا الصوت ؟! فقال جبريل عليه السلام : هذا صوت الجنة ،تقول : يارب أئتنى بما وعدتنى فقد كثرت غرفى و إستبرقى وحريرى وسندسى وعبقريى ومرجانى وفضتى وذهبى وأكوابى وصحافى وأباريقى وعسلى ومائى وخمرى ولبنى ، فأتنى ما وعدتنى ، فيقول الله عز وجل للجنة : لكِ كل مسلـم ومسلمة ، ومـؤمـــن ومؤمـنة ، ومن آمـن بى وبرُســلىِ وعـمل صالحاً ولم يشـرك بى ، ولم يتخذ من دونى أنداداً ، ومن خشينى فهو آمن ، ومن سألنى أعطيته ، ومن أقـرضنى جزيـته ، ومـن تـوكـل عـلي كـفيته وإنى أنا الله لا إلـه إلا أنـا لا أخُلف الميعاد ، وقد أفلح المؤمنون ، وتبارك الله أحسـن الخالقين ، فقالت الجنـــــــــه : رضَيــــــت .
.

- ثم أتى على وادٍ فوجد ريحاً منتنه ، وسمع صوتاً مُنكراً ،فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ما هذا يـاجبريل ؟! فـقـال جبريل عليه السلام : هذا صوت جهنم تقول : يارب أئتنى بما وعدتنى ، فقد كـثرت سلاسلـى وأغـلالـى وسـعـيرى وحميمى وغساقى وعذابى وقد بعد قعرى (الحديد المغلى المُذاب وما أجتمع من صديد أهل النار وعرقهم ودموعهم وجروحهم) .
.

قال الله عز وجل : لكِ كل مشرك ومشركة ، وخبيث وخبيثة ، وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب ، فقالــــــت جهـــــــنم : رضيــــــــــــــت . وســـار الركب المبارك حتى بلغوا أرضاً ذات نخل فقال لى جبريل عليه السلام : أنزل فصلِ ، ففعلت ، فقال جبريل : أتدرى أين صليت ؟ صليت بطيبة ، وإليها المُهَاجَر.
.

ثم أنطلق البراق فقال لى جبريل : يامحمد أنزل فصلِ ، ففعلت- فقال جبريل : أتدرى أين صليت ؟ صليت بمدين عند شجرة موسى عليه السلام ، ثم نزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصلى بطور سيناء حيث كلم موسى عليه السلام ربه ثم بعد ذلك نزل وصلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ببيت لحم حيث وُلد عيسى عليه السلام ، وخلالا السير فإذا بعجوز على جنب الطريق عليها من كل زينة خلقها الله تدعى وتقول :أنظرنى أسألك ، فقلت ما هذا يا جبريل ؟!قال : سر يامحمد ، فسرنا ما شاء الله أن يسير فإذا هو بشئ يدعونى بشعلة من النار ، متنحيا عن الطريق يقول: هلم يامحمد ، فقلت ما هذا ياجبريل قال : سر يامحمد . فسرنا إلى ما شاء الله فبيبما أنا أسير فإذا بداعى يدعونى عن يمينى : يامحمد ، أنظرنى أسألك . فلم أجبه ، فبينما أسير فإذا بداعى أخر يدعـونى عن يسـارى ، يامـحمـد ،أنظرنى أسألك ، فلم أجبه . فسألت جبريل عليه السلام :من هذه المرأة فقال : هى الدنيا فلم يبق الدنيا ما بقى من عمر تلك العجوز ولو أجبتها لأختارت أمتك الدنيا على الأخرة وأما من أراد أن تميل أليه فذاك عدو الله أبليس لعنه الله أراد أن تميل إليه ،ألا أعلمك كلمات تقولهن ، إذا قلتهن طفئت شعلته، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بلى ، فقال جبريل قل : {أعوذ بوجه الله الكريم ، وبكلمات الله التامات ، التى لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما يـنزل مـن السماء ، ومن شـر ما يـعـرج فـيها ، ومـن شر مـا ذرأ فى الأرض ، ومن شر ما يخـرج مـنها ، ومن فتن الليل والنهار ، ومن طوارق الليل والنهار ، إلا طارقاً يطرق بخير يارحمن } ،وأما من دعاك عن اليمين ذاك داعى اليهود ، ولو أجبته لتهودت أمتك ، أما من دعاك عن اليسار فذاك داعى النصارى ، ولو أجبته لتنصرت أمتك، فسرنا إلى ما شاء الله حتى مررنا برجل طوال سبط آدم(له جسم حَسنَ القد والأستواء ولونه يميل إلى الأُدْمة وهى بين البياض والسواد ) وكأنه من رجال زاد شنوءة يقول : أكرمته وفضلته ..أكرمته وفضلته .. أكرمته وفضلته، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدُفعنا إليه فسلمنا ، فرد السلام ، وقال هذا الرجل: من هذا يا جبريل؟ قال جبريل عليه السلام : هذا أحمـد فـقال : مرحـباً بالنبي الأمي العربي الذي بلغ رسالة ربه ونصح أميه ، وبعد ذلك اندفعنا فقلت لجبريل عليه السلام :من هذا يا جبريل ؟ فقال هذا موسى عليه السلام بن عمران ، قلت ومن يعاتب ؟ قال جبريل يعاتب ربه فيك ، قلت : ويرفع صوته على ربه ؟ قال جبريل عليه السلام : إن الله قد عرف له حدته.

.
ثم اندفعنا حتى مررنـا بشجـرة كـأن ثمرها الثٌرج تحتها شيخ وعياله ، فقال لى جبريل : أعمد إلى أبيك إبراهيم ، فأندفعنا إليه فسلمنا عليه ، فرد السلام فقال إبراهيم : ياجبريل من الذى معك ؟ قال جبريل : هـذا أبنك أحـمد ، فـقال : مرحباً بالنبى الأمى الذى بلغ رسالة ربه ونصح لأمته ، يابنى إنك لاق ربك الليلة ، وإن أمتك آخر الأمم وأضعفهم فإن أستطعت أن تكون حاجتك أوجلها في أمتـك فأفعـل ، وقـال لي يا محمد أقرئ أمتك منى السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة ، عذبة الماء وإنها قيعان (أرضـها واســـعة وفســــيحة مُستوية) وأن غراسها(الاستزادة من نعيمها يكون ب) سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.

.
فوصلنا إلى بيــــــــت المقــــــــــدس فربطت الفرس (البراق) إلى الصخرة فقال لى جبريل عليه السلام : يامحمد هل سألت ربك أن يريك الحور العين ؟ قلت نعم ، فقال جبريل : فأنطلق إلى أولئك النسوة فسلم عليهن ، وهن جلوس عن يسار الصخرة ، فأتيتهن فسلمت عليهن فرددن السلام ، فقلت : من أنتن ؟ قالوا : نحن خيرات حِسَان ، ونساء قوم أبرار ، نَقُوا فلم َيْدَرنُوا، وأقاموا فلم يظعنوا ،وخلدوا فلم يموتوا {تبعث نساء الأرض الصالحات أجمل من الحور العين ويكونوا عليهم رؤساء ليس بهم ما في نساء الدنيا من أحوال كالحيض والدرن ودنس الطبع وسوء الخلق، ويُبعث الرجال الصالحين بجمال سيدنا يوسف عليه السلام }.
.


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُوا الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ..صدق الله العظيم
.


وعند دخول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسيدنا جبريـل علـيه السـلام المسـجد الأقصى صلى كـل واحـد منهـم ركعـتين تحيـة المسـجد ، ثم أنـصرفت فـلم ألبث إلا يسيرا حتى أجتمع ناس كثير ثم أذن مؤذن وأُقيمت الصلاة ، فـقال سيدنا محمـد (صلى الله عليه وسلم والكلام على لسانه) فقمنا صفوفاً ننتظر من يؤمنا ، فإذا بالرفيـق جبريل ياخـذ بيدى فـقدمنى فصـليت بهـم ، فلما قـضـيت الصـلاة وأنصـرفـت قـال جـبريل : يـامحمـد أتـدرىمن صلى خلفك ؟ قـال سـيـدنا محمـد (صلى الله عليه وسلم) : لا ، قـال جبـريـل:صلى خلفك كل نبى ورسول بعثه الله. (فى الصحيح البُخارى عدد الرسل مائة وأربعةوعشرون ألف والأنبياء ثلاثمائة وثـلاثـة عشـر) وبعـد ذلك لقـيت أرواح الأنبياء فأثنوا على ربهم .

.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاث مدائن الجنة : مكة والمدينة وبيت المقدس ، وقال صلى الله عليه وسلم : من أراد أن يرى بقعة من بقاع الجنة فليرى بيت المقدس . صدق رسول الله.


- فقال إبراهيم عليه السلام : الحمدلله الذى أتخـذنى خـليلا ، وأعطانى ملكـاً عظيما ، وجعـلنى أمة قانتا يؤتـم بـى وأنقذنى من النار ، وجعلها على برداً وسلاما.


- ثم أثن موسى عليه السلام على ربه فقـال:الحمـد لله الـذى كلمنى تكـليما وأصطفانى وأنزل علي التوراة وجعل هلاك فرعون ونجاة بنى إسرائيل على يـدى ، وجعـل من أمتى قـوم يهـدون بالحق وبه يعـدلون.


- ثم أن داود عليه السلام أثنى على ربه فقال:الحمـد لله الذى جعـل لى ملكاً عظيماً وعلمنى الزبور . وآلان لى الحديد ، وسخر لى الجبال يسبحن معى والطير، وآتانى الحكمة وفصل الخطاب.


- ثم إن سليمان عليه السلام أثنى على ربه فقـال : الحمـد لله الذى سخـر لى الريح وسخر لى الشياطين يعملون ما شـئت مـن محاريب وتماثيـل وجفـان كالجـواب (أنيه جمع إناء) وقـدور راسيـات ، وعلمنى منطق الطيـر ، وآتانى من كل شئ فضلا ، وسخر لى جنـود الشياطـين والأ نس والطيـر ، وفضلنى على كثير من عباده المؤمنين وآتانى مُلكاً عظيماً لا ينبغى لأحد من بعدى ، وجعل مُلكى مُلكاً طيباً ليس فيه حساب .

- ثم إن عيسى عليه السلام أثنى على ربه فقال : الحمد لله الذى جعلنى كلمته وجعل مثلى كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له : كـن فيكـون ، وعلمنى الكتاب والحكمة والتوراة والأنجيـل ، وجعلنى أخلق من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله ، وجعلنى أبـرئ الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله ،ورفعنى وطهرنى وأعاذنى وأمى من الشيطان الرجيم ، فلم يكن للشيطان علينا سبيل.


- ثم أن سيـدنا محمـد صـلى الله علـيه وعلى آله وسـلم أثنى على ربه فقـال: كلكم أثنى على ربه ، وإنى مُثن على ربى ، الحمد لله الذى أرسلنى رحمة للعالمين ، وكافة الناس بشيراً ونذيراً وأنزل على الفرقان فيه بيان لكل شئ وجعل أمتى خير أمة أخرجت للناس، وجعل أمتى أمة وسطا ، وجعل أمتى هم الأوليـن ، وهم الأخريـن ، وشـرح لى صدرى ، ووضع عنى وزرى ، ورفع لـى ذكـرى ، وجعـلنى خاتمـاً للنبوة ، وفاتح للشفاعة يوم القيامة. فقال سيدنا ابراهـيم صلى الله عـليه وسـلم بهـذا فضلكم محمـد صـلى الله عليه وسـلم وعلـم من ذلك أنه أفضـلهم ، وأنه إمامهم فى الدنيا والأخرة .


فجاء جبريل عليه السلام بأنية ثلاثة ماء ولبن وخمر وقدمهم لى فأخترت اللبن فأبتسـم جبريـل وقـال أخـترت الفطرة فدينك صافى كصفاء اللبن ولو شربت الماء لغرقت وغرقت أمتك ، ولو شـربت الخمـر لغـويت وغـوت أمتك،فإذا بمُنادى يُنادى هيا إلى عالم السماء يامحمد. فركب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم البراق وبصحبته سيدنا جبريل وميكائيل عليهم السلام وبدأت رحلة المعراج .

.
المصدر : تفسيرات ابن كثير والقرطبي والطبري لسورة الإسراء