الأحد، 13 سبتمبر 2009

فضل قراءة القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم







فضل قراءة القرآن الكريم وتدبره




فضل القرآن الكريم على سائر الكلام :
.

القرآن الكريم هو : كلام الله العظيم وصراطه المستقيم، وهو أساس رسالة التوحيد، وحجة الرسول الدامغة وآيته الكبرى، وهو المصدر القويم للتشريع، ومنهل الحكمة والهداية، وهو الرحمة المسداة للناس، والنور المبين للأمة، والمحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك. ...  . وهو كتاب الله فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كثرة رد ، ولا تنقضي عجائبه ، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، هو الذي من عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم .
.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سيدُ البشر آدمُ وسيد العربِ محمدٌ ولا فخرٌ وسيدُ الفُرس سلمانُ وسيدُ الرومِ صُهيبٌ وسيدُ الحبشةِ بلالٌ وسيد الجبال الطورُ وسيدُ الأيام يومُ الجمعة وسيدُ القرآنِ سورةُ البقرة وسيدُ البقرةِ آيةُ الكرسي "
.
إن هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله، وهو النور المبين، والشفاء النافع، لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه، ولا يعوج فيقوّم، ولايزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرد.
.
فضائل تلاوة القرآن الكريم وتعلمه وتعليمه:‏

- أثنى الله عز وجل على التالين لكتاب الله فقال: {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرّاً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور } [فاطر: 29-30] .

‎‎- وقال صلى الله عليه وسلم: (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ) رواه مسلم.

‎‎- وقال صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترُجَّة، ريحها طيب وطعمها طيب ) رواه البخاري ومسلم.

‎‎- ولاشك أن الجامع بين تعلم القرآن وتعليمه هو أكثر كمالاً لأنه مكمِّل لنفسه ولغيره، جامع بين النفع القاصر على نفسه والنفع المتعدي إلى غيره، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه ) رواه البخاري.

فضائل حفظ القرآن الكريم:‏
.
- ميّز الله عز وجل القرآن الكريم عن سائر الكتب بأن تعهد بحفظه، قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } [الحجر: 9].
.
‎‎- ولقد يسّر الله سبحانه وتعالى تلاوة القرآن وحفظه لعباده فقال تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر } [القمر: 17]. فنجد الطفل الصغير والأعجمي وغيرهما، يقبل على حفظ القرآن، فييسر الله له ذلك، رغم أنه لا يعرف من العربية ولا الكتابة شيئاً .
.
‎‎- ولقد حثّ الإسلام على حفظ شيء من القرآن ولو كان يسيراً، وأن يجتهد في الزيادة عليه، وشبّه النبي صلى الله عليه وسلم قلب الرجل الذي لا يحفظ شيئاً من القرآن بالبيت الخرب الخالي من العمران، المهدم الأركان .. قال صلى الله عليه وسلم: (إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب ) رواه الترمذي وقال حسن صحيح، وصححه السيوطي.
.
فضائل أهل القرآن الكريم وتفضليهم على غيرهم :‏
.
أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الدائمين على تلاوة القرآن ودراسته، العاكفين على تدبر معانيه وتعلم أحكامه ، حتى سماهم أهل الله وخاصته .
.
‎‎- قال صلى الله عليه وسلم: (أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ) رواه أحمد والنسائي وابن ماجه، وصححه الحافظ العراقي والسيوطي.
.
‎‎- وقال صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه ) رواه البخاري.
.
‎‎- وقال صلى الله عليه وسلم: (إن من إجلال الله تعالى: إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط ) رواه أبو داود، وحسنه النووي والسيوطي.

‎‎- وعن جابر رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد ثم يقول : (أيهما أكثر أخذاً للقرآن ؟ فإن أُشير إلى أحدهما قدّمه في اللحد) رواه البخاري.

تدبر القرآن الكريم ومعانيه وأحكامه :‏
.
- ينبغي عند قراءة القرآن أن يتدبّر القارئ ويتأمل في معاني القرآن وأحكامه، لأن هذا هو المقصود الأعظم والمطلوب الأهم، وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب، قال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته } [سورة ص: 29].
.
‎‎- وصفة ذلك: أن يشغل قلبه بالتفكر في معنى ما يلفظ به، فيعرف معنى كل آية، ويتأمل الأوامر والنواهي، فإن كان مما قصر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر، وإذا مرّ بآية رحمة استبشر وسأل، أو عذاب أشفق وتعوّذ، أو تنزيه نزّه وعظّم، أو دعاء تضرّع وطلب.
.
‎‎- قال حذيفة رضي الله عنه: "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقرأها … إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مرّ بتعوِّذ تعوّذ " رواه البخاري.
.
فضائل ختم القرآن ، وفي كم يختم ؟
.
- يستحب اغتنام ختم القرآن والدعاء عقبه لأنه من مظان إجابة الدعاء.
.
‎‎- قال قتادة : "كان أنس بن مالك رضي الله عنه إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا ". رواه الدارمي.
.
‎‎- وأما المدة التي يختم بها القرآن فتختلف باختلاف الأشخاص، ولكن ينبغي للقارئ أن يختم في السنة مرتين إن لم يقدر على الزيادة.
.
‎‎- عن مكحول قال: "كان أقوياء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأون القرآن في سبع، وبعضهم في شهر، وبعضهم في شهرين، وبعضهم في أكثر من ذلك ".
.
‎‎- وكره العلماء أن يختم في أقل من ثلاث ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث ) رواه أبو داود والترمذي وصححه.
.
‎‎- وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص: (اقرأ القرآن في شهر ) قال: إني أجد قوة. قال: (اقرأه في عشر ) قال: إني أجد قوة. قال: (اقرأ في سبع ولا تزد على ذلك ) رواه البخاري ومسلم

.

الجمعة، 11 سبتمبر 2009

رحلة الإسراء

بسـم اللــه الرحمــن الرحــيم 
..................................


.
.

اللهم إنى أسـألك بأسـمك الأعظم المكتوب من نور وجهك الأعلى المـؤبد ، الدائم الباقى المخلد ، فى قلب نبيك ورسولك سيدنــا محمد ، وأسـألك بأسمك الأعظم الواحد بوحدة الأحد ، المتعال عن وحدة الكم والعدد ، المقد س عن كـل أحد ، وبحق [ بسـم الله الرحمـن الرحـيم.. قـل هـو الله أحد ، الله الصمـد ، لـم يلـد ولـم يولد ، ولـم يـكن له كفـواً أحـد..] أن تصـلى عـلى سـيدنا محمـد صـلاة تـثـبـت فى قـلبى الأيمـان ، وتحفـظنى الـقرآن وتلهمنى منه الآيـات ، وتـفتح لـى بها نور الجنات ، ونـور النعـم ونــور النظــر إلى وجهـك الكريــم ، وعلى آلـه وصحبه وسلـم.


الأســراء
و المعــراج


رحـلة أنعـم الله بهـا على الحبيب المـحبوب سيـدنا محمــد صلى الله عليه وسـلم ، مُنـفذها سيدنا جبريل عليه السلام وسيدنا ميكائيل والبُراق ، بأمـر الواحد القهار، منظم الكون القادر المقتدر،الرحمن الرحيم،أكرم الأكرمين رب العالمين

................


فى السـنة 12 من النبوة ، وليلة 27 من شهر رجب أسرى بسـيد الخلق سـيدنا محمد (
صلى الله عليه وسـلم) من المســـجد الحرام بمكة إلى المســـجد الأقصى بالقدس و بعد ذلك عُرج به إلى العالم العلوى بالجسـد والروح إلى سبــعة سـموات والثامنة إلى سدرة المنتهى ، والتاسعة وبها يُسمع صريف الأقلام فى تصــاريف الأقدار ، والســـــماء العاشــرة إلى العــرش والرفــــرف والرؤية ، وسماع الخطاب وتشرف برؤية الله عـز وجــل بعـينيه وكلمه وهى خصوصية للحبيب محمد صلى الله عليه وسـلم ومسـتحيلة على أى مخلوق أخر.


فعندما كان النبي صلى الله عليه وسلم نائم فى بيت أم هانىء- بنت عمه أبى طالب - رضى الله عنها،وكانت تنام عيناه ولا ينام قلبه ، فإذا بأنفراج السقـف ونـزول الملائكــــة مـــنه ، فحتملوه إلى المسجد الحرام ،وتركوه فيه بحجر إسمـــاعيل وجاء جبريل وميكائيل عليــــــهم السلام ومعهم البراق، فقال جـبـريل لميكائيل أتنى بطست من مــاء زمـزم، فذهب ميكائيل وعاد فآتاه بثلاث طسـاس من الذهب الخالص مليئة بماء زمزم ، فقام جبريل عليه السلام بشـق صـدر سـيدنـا محـمد (
صلى الله عليه وسـلم) وأخرج قلبه وغسله وشرح صدره ونزع ما كان فيه من غل ، فملأه حلماً وعلماً ، وإيمانا و يقينا إسلاما و ختم بين كتفيه بعد ذلك بخاتــــــــم النبــــــــــــــــوة على الجهة اليسرى في محاذاة القلب فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فنظرت إلى الســماء فــفتح لى باب من أبــواب السـماء فرأيـت النــور الأعــظـم .


فقال جبريل عليه السلام : قم يا نائم فقد هيئت لك الغنائم، فقال سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم):يا جبريل إلى أين ؟ قال جبريل يا محمد أرفع الأين من البين ، إنما أنا رسول القدم ،أُرسلت إليك لأكون جملة الخدم ، يا محمد أنت مراد الإرادة ، الكل مُراد لأجلك ، وأنت مُراد لأجله ، أنت صفوة كأس المحبة.. ما حمى هذا الحمى إلا لوصلك ، ما روق كأس المحبة إلا لشربك .


فقال سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) : ياجبريل فالكريم يدعونى إليه ، فما الذى يُفعل بى ؟ قال جبريل ليغفر لك ما تقدم من ذنـب ومـا تأخـر ، قـال رســول الله (صلى الله عليه وسلم) :ياجبريل هذا لى فما لعيالى وأطفالى ؟ قال جبريل عليه السلام:{وللأخرة خير لك من الأولى، ولسوف يعطيك ربك فترضى }.
.

قال سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) جبريل : الآن طاب قلبي ، ها أنا ذاهب إلى ربى ،ثم قال جبريل : يامحمد إنما جئ بى إليك الليلة لأكون خادم دولتك ، وحاجب حاشيتك ، وحامل غاشيتك ، وجئ بالمركوب إليك ، لإظهار كرامتك ، لأن عادة الملوك إذا استزاروا حبيباً أو أستدعوا قريباً ، وأرادوا ظهور إكرامه وأحترامه أرسلوا أخص خدامهم ، وأعز نوابهم ، لنقل أقدامهم ، فجئناك على رسم عادة الملوك ، وآداب السلوك ومن أعتقد أنه يصل إليه بالخطأ فقد وقع فى الخطأ ، ومن ظن أنه محجوب بالغطأ فقد حرم العطأ.


ثم أتاه جبريل عليه السلام بالبراق وكان مسرجاً ملجماً وهو دون البغل وفوق الحمارأبيض اللون {فالأبيض أشرف الألوان}، يضع حافره عند منتهى طرفه، فلما ركب عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكأنها أصرت (شد) أذنيها فقال لها جبريل عليه السلام : مـه يا براق فو اللهِ ما ركبك خلق قط أكرم على الله منه ، فأرفض عرقاً ، فأمسك بركابه جبريل ، وبزمام البراق ميكائيل فسار الركب المبــــــارك.


- فأتوا على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم ، كلما حصدوا عاد الزرع كما كان ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : يا جبريل من هؤلاء؟! قال: هؤلاء المجاهدون في سبيل الله ، تضاعف لهم الحسنات بسبعمائة ضعف ، وما أنفقوا من شىء فهو يخلفه .


- ثم أتوا على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر ، كلما رضخت عادت كما كانت ، ولا يفتر عنهم من ذلك شئ ، فقال رسول الله(
صلى الله عليه وسـلم) : ياجبريل من هؤلاء؟! فقال: هؤلاء الذين تثاقلت رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة .


- ثم أتوا على قوم على أقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع(قطع من جلد) يسرحون كما تسرح الأبل و الغنم ،ويأكلون الضريع (نبت شوكى لا غذاء فيه) والزقوم ورضف جهنم وحجارتها ، (حجارة محماه على النار) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من هؤلاء يا جبريل؟ قال:هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله شيئاً، وما الله بظلام للعبيد.

- ثم أتى على قوم بين أيديهم لحـم نضيج في قدور ، ولحم آخر ني خبيث ، فجعلوا يأكلون من الني الخبيث ويدَعون النضيج الطيب ، فقال رسول الله (
صلى الله عليه وسـلم) : يا جبريل من هؤلاء ؟! فقال جبريل عليه السلام : الرجل من أمتك يقوم من أمرأة حلالا فيأتى المرأة الخبيثة ، فيبيت معها حتى يصبح ، والمرأة تقوم من عند زوجها حلالاً طيباً فتأتى الرجل الخبيث فتبيت عنده حتى الصباح.

.
- ثم أتى على خشبه في الطريق لا يمر بها ثوب إلا شقته ، ولا شئ إلا خرقيه ،فقال سيد الخلق حبيب الله ســـــيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) : ما هذا يا جبريل ؟! قال جبريل عليه السلام :هذا مثل أقوام من أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونه، ثــــم تـــلا : بسم الله الرحمن الرحيم {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون}.

.
- ثم أتى على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها ، وهو يزيد عليها ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ما هذا ياجبريل ؟! فقال جبريل عليه السلام : هذا الرجل من أمتك يكون عليه أمانات الناس لا يقدر على أدائها وهـو يـريد أن يحمـل عـليها .
.

- ثم أتى على قوم تُقرض ألسنتهم وشفاهم بمقارض من حديد كلما قرضت عادت كما كانت لا يفتر منهم من ذلك شئ ، فقال سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) : ما هؤلاء يا جبريل ؟! قال جبريل عليه السلام : خُطبَاء الفتنة.
.

- ثم أتى على حجر صغير يخرج منه ثــور عظيم ، فيريد الثـور أن يدخل من حيث خرج فلا يستطيع ، فقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : ما هذا ياجبريل؟! فقال جبريل عليه السلام: هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة فيندم عليها ، فلا يســتطيع أن يردهـــــــــا.
.

- ثم أتى على واد ٍ فوجد ريحاً طيبة باردة ، وريح مســـك ، وسمع صوتاً، فقال سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) : ياجبريــل ما هذا الريح الطيبة الباردة وريح المسـك وما هذا الصوت ؟! فقال جبريل عليه السلام : هذا صوت الجنة ،تقول : يارب أئتنى بما وعدتنى فقد كثرت غرفى و إستبرقى وحريرى وسندسى وعبقريى ومرجانى وفضتى وذهبى وأكوابى وصحافى وأباريقى وعسلى ومائى وخمرى ولبنى ، فأتنى ما وعدتنى ، فيقول الله عز وجل للجنة : لكِ كل مسلـم ومسلمة ، ومـؤمـــن ومؤمـنة ، ومن آمـن بى وبرُســلىِ وعـمل صالحاً ولم يشـرك بى ، ولم يتخذ من دونى أنداداً ، ومن خشينى فهو آمن ، ومن سألنى أعطيته ، ومن أقـرضنى جزيـته ، ومـن تـوكـل عـلي كـفيته وإنى أنا الله لا إلـه إلا أنـا لا أخُلف الميعاد ، وقد أفلح المؤمنون ، وتبارك الله أحسـن الخالقين ، فقالت الجنـــــــــه : رضَيــــــت .
.

- ثم أتى على وادٍ فوجد ريحاً منتنه ، وسمع صوتاً مُنكراً ،فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ما هذا يـاجبريل ؟! فـقـال جبريل عليه السلام : هذا صوت جهنم تقول : يارب أئتنى بما وعدتنى ، فقد كـثرت سلاسلـى وأغـلالـى وسـعـيرى وحميمى وغساقى وعذابى وقد بعد قعرى (الحديد المغلى المُذاب وما أجتمع من صديد أهل النار وعرقهم ودموعهم وجروحهم) .
.

قال الله عز وجل : لكِ كل مشرك ومشركة ، وخبيث وخبيثة ، وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب ، فقالــــــت جهـــــــنم : رضيــــــــــــــت . وســـار الركب المبارك حتى بلغوا أرضاً ذات نخل فقال لى جبريل عليه السلام : أنزل فصلِ ، ففعلت ، فقال جبريل : أتدرى أين صليت ؟ صليت بطيبة ، وإليها المُهَاجَر.
.

ثم أنطلق البراق فقال لى جبريل : يامحمد أنزل فصلِ ، ففعلت- فقال جبريل : أتدرى أين صليت ؟ صليت بمدين عند شجرة موسى عليه السلام ، ثم نزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصلى بطور سيناء حيث كلم موسى عليه السلام ربه ثم بعد ذلك نزل وصلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ببيت لحم حيث وُلد عيسى عليه السلام ، وخلالا السير فإذا بعجوز على جنب الطريق عليها من كل زينة خلقها الله تدعى وتقول :أنظرنى أسألك ، فقلت ما هذا يا جبريل ؟!قال : سر يامحمد ، فسرنا ما شاء الله أن يسير فإذا هو بشئ يدعونى بشعلة من النار ، متنحيا عن الطريق يقول: هلم يامحمد ، فقلت ما هذا ياجبريل قال : سر يامحمد . فسرنا إلى ما شاء الله فبيبما أنا أسير فإذا بداعى يدعونى عن يمينى : يامحمد ، أنظرنى أسألك . فلم أجبه ، فبينما أسير فإذا بداعى أخر يدعـونى عن يسـارى ، يامـحمـد ،أنظرنى أسألك ، فلم أجبه . فسألت جبريل عليه السلام :من هذه المرأة فقال : هى الدنيا فلم يبق الدنيا ما بقى من عمر تلك العجوز ولو أجبتها لأختارت أمتك الدنيا على الأخرة وأما من أراد أن تميل أليه فذاك عدو الله أبليس لعنه الله أراد أن تميل إليه ،ألا أعلمك كلمات تقولهن ، إذا قلتهن طفئت شعلته، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بلى ، فقال جبريل قل : {أعوذ بوجه الله الكريم ، وبكلمات الله التامات ، التى لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما يـنزل مـن السماء ، ومن شـر ما يـعـرج فـيها ، ومـن شر مـا ذرأ فى الأرض ، ومن شر ما يخـرج مـنها ، ومن فتن الليل والنهار ، ومن طوارق الليل والنهار ، إلا طارقاً يطرق بخير يارحمن } ،وأما من دعاك عن اليمين ذاك داعى اليهود ، ولو أجبته لتهودت أمتك ، أما من دعاك عن اليسار فذاك داعى النصارى ، ولو أجبته لتنصرت أمتك، فسرنا إلى ما شاء الله حتى مررنا برجل طوال سبط آدم(له جسم حَسنَ القد والأستواء ولونه يميل إلى الأُدْمة وهى بين البياض والسواد ) وكأنه من رجال زاد شنوءة يقول : أكرمته وفضلته ..أكرمته وفضلته .. أكرمته وفضلته، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدُفعنا إليه فسلمنا ، فرد السلام ، وقال هذا الرجل: من هذا يا جبريل؟ قال جبريل عليه السلام : هذا أحمـد فـقال : مرحـباً بالنبي الأمي العربي الذي بلغ رسالة ربه ونصح أميه ، وبعد ذلك اندفعنا فقلت لجبريل عليه السلام :من هذا يا جبريل ؟ فقال هذا موسى عليه السلام بن عمران ، قلت ومن يعاتب ؟ قال جبريل يعاتب ربه فيك ، قلت : ويرفع صوته على ربه ؟ قال جبريل عليه السلام : إن الله قد عرف له حدته.

.
ثم اندفعنا حتى مررنـا بشجـرة كـأن ثمرها الثٌرج تحتها شيخ وعياله ، فقال لى جبريل : أعمد إلى أبيك إبراهيم ، فأندفعنا إليه فسلمنا عليه ، فرد السلام فقال إبراهيم : ياجبريل من الذى معك ؟ قال جبريل : هـذا أبنك أحـمد ، فـقال : مرحباً بالنبى الأمى الذى بلغ رسالة ربه ونصح لأمته ، يابنى إنك لاق ربك الليلة ، وإن أمتك آخر الأمم وأضعفهم فإن أستطعت أن تكون حاجتك أوجلها في أمتـك فأفعـل ، وقـال لي يا محمد أقرئ أمتك منى السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة ، عذبة الماء وإنها قيعان (أرضـها واســـعة وفســــيحة مُستوية) وأن غراسها(الاستزادة من نعيمها يكون ب) سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.

.
فوصلنا إلى بيــــــــت المقــــــــــدس فربطت الفرس (البراق) إلى الصخرة فقال لى جبريل عليه السلام : يامحمد هل سألت ربك أن يريك الحور العين ؟ قلت نعم ، فقال جبريل : فأنطلق إلى أولئك النسوة فسلم عليهن ، وهن جلوس عن يسار الصخرة ، فأتيتهن فسلمت عليهن فرددن السلام ، فقلت : من أنتن ؟ قالوا : نحن خيرات حِسَان ، ونساء قوم أبرار ، نَقُوا فلم َيْدَرنُوا، وأقاموا فلم يظعنوا ،وخلدوا فلم يموتوا {تبعث نساء الأرض الصالحات أجمل من الحور العين ويكونوا عليهم رؤساء ليس بهم ما في نساء الدنيا من أحوال كالحيض والدرن ودنس الطبع وسوء الخلق، ويُبعث الرجال الصالحين بجمال سيدنا يوسف عليه السلام }.
.


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُوا الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ..صدق الله العظيم
.


وعند دخول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسيدنا جبريـل علـيه السـلام المسـجد الأقصى صلى كـل واحـد منهـم ركعـتين تحيـة المسـجد ، ثم أنـصرفت فـلم ألبث إلا يسيرا حتى أجتمع ناس كثير ثم أذن مؤذن وأُقيمت الصلاة ، فـقال سيدنا محمـد (صلى الله عليه وسلم والكلام على لسانه) فقمنا صفوفاً ننتظر من يؤمنا ، فإذا بالرفيـق جبريل ياخـذ بيدى فـقدمنى فصـليت بهـم ، فلما قـضـيت الصـلاة وأنصـرفـت قـال جـبريل : يـامحمـد أتـدرىمن صلى خلفك ؟ قـال سـيـدنا محمـد (صلى الله عليه وسلم) : لا ، قـال جبـريـل:صلى خلفك كل نبى ورسول بعثه الله. (فى الصحيح البُخارى عدد الرسل مائة وأربعةوعشرون ألف والأنبياء ثلاثمائة وثـلاثـة عشـر) وبعـد ذلك لقـيت أرواح الأنبياء فأثنوا على ربهم .

.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاث مدائن الجنة : مكة والمدينة وبيت المقدس ، وقال صلى الله عليه وسلم : من أراد أن يرى بقعة من بقاع الجنة فليرى بيت المقدس . صدق رسول الله.


- فقال إبراهيم عليه السلام : الحمدلله الذى أتخـذنى خـليلا ، وأعطانى ملكـاً عظيما ، وجعـلنى أمة قانتا يؤتـم بـى وأنقذنى من النار ، وجعلها على برداً وسلاما.


- ثم أثن موسى عليه السلام على ربه فقـال:الحمـد لله الـذى كلمنى تكـليما وأصطفانى وأنزل علي التوراة وجعل هلاك فرعون ونجاة بنى إسرائيل على يـدى ، وجعـل من أمتى قـوم يهـدون بالحق وبه يعـدلون.


- ثم أن داود عليه السلام أثنى على ربه فقال:الحمـد لله الذى جعـل لى ملكاً عظيماً وعلمنى الزبور . وآلان لى الحديد ، وسخر لى الجبال يسبحن معى والطير، وآتانى الحكمة وفصل الخطاب.


- ثم إن سليمان عليه السلام أثنى على ربه فقـال : الحمـد لله الذى سخـر لى الريح وسخر لى الشياطين يعملون ما شـئت مـن محاريب وتماثيـل وجفـان كالجـواب (أنيه جمع إناء) وقـدور راسيـات ، وعلمنى منطق الطيـر ، وآتانى من كل شئ فضلا ، وسخر لى جنـود الشياطـين والأ نس والطيـر ، وفضلنى على كثير من عباده المؤمنين وآتانى مُلكاً عظيماً لا ينبغى لأحد من بعدى ، وجعل مُلكى مُلكاً طيباً ليس فيه حساب .

- ثم إن عيسى عليه السلام أثنى على ربه فقال : الحمد لله الذى جعلنى كلمته وجعل مثلى كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له : كـن فيكـون ، وعلمنى الكتاب والحكمة والتوراة والأنجيـل ، وجعلنى أخلق من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله ، وجعلنى أبـرئ الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله ،ورفعنى وطهرنى وأعاذنى وأمى من الشيطان الرجيم ، فلم يكن للشيطان علينا سبيل.


- ثم أن سيـدنا محمـد صـلى الله علـيه وعلى آله وسـلم أثنى على ربه فقـال: كلكم أثنى على ربه ، وإنى مُثن على ربى ، الحمد لله الذى أرسلنى رحمة للعالمين ، وكافة الناس بشيراً ونذيراً وأنزل على الفرقان فيه بيان لكل شئ وجعل أمتى خير أمة أخرجت للناس، وجعل أمتى أمة وسطا ، وجعل أمتى هم الأوليـن ، وهم الأخريـن ، وشـرح لى صدرى ، ووضع عنى وزرى ، ورفع لـى ذكـرى ، وجعـلنى خاتمـاً للنبوة ، وفاتح للشفاعة يوم القيامة. فقال سيدنا ابراهـيم صلى الله عـليه وسـلم بهـذا فضلكم محمـد صـلى الله عليه وسـلم وعلـم من ذلك أنه أفضـلهم ، وأنه إمامهم فى الدنيا والأخرة .


فجاء جبريل عليه السلام بأنية ثلاثة ماء ولبن وخمر وقدمهم لى فأخترت اللبن فأبتسـم جبريـل وقـال أخـترت الفطرة فدينك صافى كصفاء اللبن ولو شربت الماء لغرقت وغرقت أمتك ، ولو شـربت الخمـر لغـويت وغـوت أمتك،فإذا بمُنادى يُنادى هيا إلى عالم السماء يامحمد. فركب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم البراق وبصحبته سيدنا جبريل وميكائيل عليهم السلام وبدأت رحلة المعراج .

.
المصدر : تفسيرات ابن كثير والقرطبي والطبري لسورة الإسراء

رحلة المعراج

بسم الله الرحمن الرحيم
............................
.
.

فجئ الرسـول بالمعراج ، الذى تعرج عليه أرواح المؤمنين عند خروجها من البدن( حالة الموت ) تعرج عليه إلى الجنة ،فلم ير الخلائق أحسن من المعراج ،أَمَاَ رأيت الميت حين يشق بصره طامحاً إلى السماء ، فإن ذلك عجبة المعراج ، فهو لجسد النبى خاصة ، ولأرواح المؤمنين عامة . فالمسافة بين الأرض والشمس 150مليون كيلو متر ، أى للوصل الى الشمس بطائرة أسرع من الصوت نحتاج احدى عشر عام سفر متواصل دون توقف . فكيف وصل سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) الى فوق سبع سموات ، علما ما بين كل سماء وأخرى هى نفس المسافة بين السماء والأرض، نعم هى معجزة .
.
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنطلق بى جبريل، حتى أتى بى إلى السماء الدنيا ،فإذا بملك يقال له : إسماعيل وهو صاحب سماء الدنيا ، وبين يديه سبعون ألف ملك ، مع كل ملك جنده مائة ألف ملك ، فقال : قال الله تعالى : {وما يعلم جنود ربك إلا هو} ما أُمرت أن أفتح لغيره ، فستفتح جبريل باب السماء ، قيل : من هذا؟ قال : جبريل (لم يقول أنا لأن أول من قال أنا هو أبليس لعنه الله ففيه إشعار بالعظمة فشقى)،قيل : ومن معك ؟ قال محمد ، قيل أوقد بُعث إليه ؟ قال : نعم ،قالوا : حياه الله من أخ وخليفة،فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجئ جاء ، فإذا بأبوا البشر آدم عليه السلام تام الخلق لم ينقص من خلقه شئ كما تنقص من خلق الناس هيئته كهيئة يوم خلقه الله على صورته 60 ذراعاً ، تعرض عليه أرواح ذريته المؤمنين ، فينظر إلى يمينه فإذا بباب يخرج منه ريح طيبة فيضحك ويستبشر فيقول : روح طيبة ونفس طيبة أجعلوها فى عليين ، ثم تعرض عليه أرواح ذريته الفجار ، فينظر إلى شماله فإذا بباب يخرج منه ريح خبيثه فيبكى ويحزن ، فيقول روح خبيثه ونفس خبيثه أجعلوها فى سجين.
.
فقال لى جبريل :هذا أبوك آدم فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد السلام ، ثم قال : مرحباً بالأبن الصالح والنبى الصالح.
.
فإذا بنهران يجريان بأستمرار دون أنقطاع، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما هذان النهران ياجبريل ؟ فقال : هذان النهران هما النيل والفرات (منبعهما) .
.
- ثم مضيت هنيهة فإذا بأناء عليها لحم مشرح لا يقربه أحد ، وإذا بأناء أخر عليه لحم نتن ، عندها أناس يأكلون فيها ، فقلت : ياجبريل من هؤلاء ؟ قال هؤلاء قوم من أمتك يتركون الحلال ويأتون الحرام.
.
-ثم مضيت هنيهة ، فإذا بأقوام بطونهم أمثال البيوت كلما نهض أحدهم خر يقول : اللهم لا تقم الساعة ، وهم على سابلة آل فرعون ، فتجئ السابلة (أبناء السبيل المختلفة فى الطرقات) فتطؤهم ، فسمعهم رسول الله (صلعم) يضجون إلى الله تعالى ، قلت ياجبريل من هؤلاء ؟ قال هؤلاء من أمتك ((الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس)).
.
- ثم مضيت هنيهة فإذا بأقوام مشافرهم كمشافر الإبل ، فيفتح على أفواههم ، ويُلقمون من ذلك الجمر، ثم يخرج من أسافلهم فسمعتهم يضجون إلى الله تعالى ، قلت : ياجبريل من هؤلاء؟ قال : هؤلاء من أمتك((الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون فى بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً)).
.
- - ثم مضيت هنيهة ، فإذا بأقوام يقطع من جنوبهم اللحم فيلقمونه ، فيقال له كُل كما كنت تأكل من لحم أخيك . قلت ياجبريل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الهمازون من أمتك اللمازون (طعان غياب عياب الناس).
.
- - ثم صعد بى جبريل عليه السلام إلى  السماء الثانية فأستفتح بابها ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد بعث إليه ؟ قال نعم . قالوا : حياه الله من أخ وخليفة،فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجئ جاء ، فدخلنا فإذا بشابين ، فقلت ياجبريل : من هذان الشابان ؟ قال : أبنا الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا.
.
- ثم صعد جبريل بى إلى السماء الثالثة فأستفتح بابها ، قيل : من هذا ؟ قال جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد، أوقد بعث إليه ؟ قال : نعم . قالوا : حياه الله من أخ وخليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ، فإذا برجل أحسن ما خلق الله ، قد فضل الناس بالحسن كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب ، ويُرى تلأ لؤ وجهه على الجدران كما يُرى تلأ لؤ نور الشمس على الماء ، قلت : ياجبريل من هذا ؟ قال : هذا أخوك يوسف ومعه نفر من قومه ، فسلمت عليه وسلم علي.
.
ثم صعد بى جبريل إلى السماء الرابعة ، فأستفتح جبريل بابها ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد بعث إليه ؟ قال : نعم ، قالوا : حياه الله من أخ وخليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة . فإذا بإدريس عليه السلام ، قد رفعه الله مكاناً علياً ، فسلمت عليه وسلم علي فقال :" مرحبا بالأخ الصالح الذي وعدنا أن نراه فلم نره إلا الليلة ، فإذا فيها مريم بنت عمران لها سبعون قصرا من لؤلؤ ولأم موسى بن عمران سبعون قصرا من مرجانه حمراء مكللة باللؤلؤ أبوابها وأسرتها من عرق واحد
.
- ثم صعد بي جبريل إلى السماء الخامسة ، فأستفتح جبريل بابها ، فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قالوا : من معك ؟ قال : محمد ، قالوا : أوقد بعث إليه ؟ قال : نعم . قالوا : حياه الله من أخ وخليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة . فإذا برجل بلحية نصفها بيضاء ونصفها الأخر أسود ، تكاد لحيته تصب سرته من طولها ، فقلت : يا جبريل من هذا ؟ قال جبريل عليه السلام : هذا المُحبب في قومه ، هذا هارون بن عمران ومعه نفر من قومه ، فسلمت عليه وسلم علي .
.
ثم صعد بي جبريل إلى السماء السادسة فأستفتح جبريل بابها ، فقيل : من هذا ؟ قال جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد بُعث إليه ؟ قال : نعم ، قالوا : حياه الله من أخ والخليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ، فإذا برجل آدم كثير الشعر ، ولو كان عليه قميصان لنفذ شعره من دونهما ، وإذا هو يقول : يزعم الناس أنى أكرم على الله من هذا ، بل هذا أكرم على الله منى ،فقلت يا جبريل من هذا ؟ قال : هذا أخوك موسى بن عمران ومعه نفر من قومه ، فسلمت عليه وسلم علي ، فلما تجاوزت بكى فقيل له ما يُبكيك ؟ قال موسى عليه السلام : أبكى لأن غُلاماً بُعث بعدى يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي .
.
ثم صعد بى جبريل إلى السماء السابعة فأستفتح بابها ، فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : أوقد بعث إليه ؟ قيل : نعم ، قالوا : حياه الله من أخ وخليفة ، فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجئ جاء ، فإذا برجل أشمط جالس عند باب الجنة على كرسى وعنده قوم جلوس ، بيض الوجوه عليهم ثياب كأنها القراطيس ، وقوم فى ألوانهم شئ وعليهم ثياب رمد فدخلوا نهراً فأغتسلوا فيه فخرجوا منه خلص من ألوانهم شئ ، ثم دخلوا نهراً فأغتسلوا فيه فخرجوا قد خلص من ألوانهم شئ ، فقال رسـول الله (صلى الله عليه وسلم) :ياجبريل من هذا الأشمط ثم من هؤلاء البيض الوجوه ومن هؤلاء الذين فى ألوانهم شئ ؟! قال جبريل عليه السلام : هذا أبوك إبراهيم أول من شمط على الأرض ( شاب شعر رأسه ) ، وقـال لـى إبراهيم يامـحمد أقرىء أمتك منى السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة ، عذبه الماء وإنها قيعان (أرضـها واســـعة وفســــيحة مُستوية) وأن غراسها(الأستزادة من نعيمها يكون ب) سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا والله أكبر.وقال لى جبريل وهؤلاء البيض الوجوه قوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم ، وأما هؤلاء الذين فى ألوانهم شئ فقوم خلطوا عملاً صالحاً وأخر سيئاً فتاب الله عليهم ، وأما الأنهار فأولها رحمة الله ، والثانى نعمة الله ، والثالث سقاهم ربهم شراباً طهورا .  
.
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): بينما أنا صاعد رأيت ملكا عظيم الخلقه والمنظر قد بلغت قدماه تخوم الأرض السابعة ورأسه تحت العرش وهو جالس على كرسي من نور والملائكة بين يديه وعن يمينه وعن شماله ينتظرون أمر الله تعالى عز وجل وعن يمينه لوح وعن شماله شجرة عظيمة إلا انه لم يضحك أبدا فقلت يا آخي يا جبريل من هذا ؟ قال جبريل : هذا هادم اللذات ومفرق الجماعات ومُخرب البيوت والدور ومعمر القبور وميتم الأطفال ومرمل النساء ومفجع الأحباب ومغلق الأبواب ومسود الأعتاب وخاطف الشباب ، هذا ملك الموت عزرائيل فهو ومالك خازن النار لا يضحكان ابداً ، فأدن منه وسلم عليه فدنوت منه وسلمت عليه فلم يرد السلام فقال له لِمَ لم ترد السلام على سيد الخلق وحبيب الحق فلما سمع كلام جبريل وثب قائما ورد السلام وهنأني بالكرامة من ربي وقال ابشر يا محمد فان الخير فيك وفي أمتك إلى يوم القيامة فقلت يا أخي يا عزرائيل هذا مقامك ؟ قال نعم منذ خلقني ربي إلى قيام الساعة ، فقلت كيف تقبض الأرواح وأنت في مكانك هذا ؟ قال إن الله أمكنى من ذلك وسخر لي من الملائكة خمسة آلاف أفرقهم في الأرض فإذا بلغ العبد اجله واستوفي رزقه وانقضت مدة حياته أرسلت له أربعين ملكا يعالجون روحه فينزعوها من العروق والعصب واللحم والدم ويقبضونها من ررؤس أظافره حتى تصل إلى الركب ثم يريحون الميت ساعة ثم يجذبونها إلى السرة ثم يريحونه ساعة ثم يجذبونها إلى الحلقوم فتقع في الغرغرة فأتناولها وأسلها كما نسل الشعرة من العجين فإذا انفصلت من الجسد جمدت العينان وشخصتا لانهما يتبعان الروح فأقبضها بإحدى حربتي هاتين وإذا بيده حربة من النور وحربة سخط ، فالروح الطيبة يقبضها بحربة النور ويرسلها إلى عليين والروح الخبيثة يقبضها بحربة السخط ويرسلها إلى سجين وهي صخرة سوداء مد لهمة تحت الأرض السابعة السفلي فيها أرواح الكفار والفجار ،قلت: وكيف تعرف حضر اجل العبد أم لم يحضر، قال: يا محمد ما من عبد إلا وله في السماء بابان باب ينزل منه رزقه و باب يصعد إليه عمله وهذه الشجرة التي عن يساري ما عليها ورقة إلا عليها اسم واحد من بني آدم ذكور وإناثا فإذا قرب أجل الشخص اصفرت الورقة التي كتب عليها اسمه وتسقط على الباب الذي ينزل منه رزقه ويسود اسمه في اللوح فأعلم أنه مقبوض فأنظر إليه نظرة يرتعد منها جسده ويتوعك قلبه من هيبتي فيقع في الفراش فأرسل إليه أربعين من الملائكة يعالجون روحه وذلك قوله تعالي : ( حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ) قلت يا أخي يا عزرائيل ارني صورتك التي خلقك الله عليها وتقبض فيها الأرواح قال يا حبيبي لا تستطع النظر إليها فقلت أقسمت عليك إلا فعلت وإذا بالنداء من العلي الأعالي لا تخالف حبيبي محمد فعند ذلك تجلى ملك الموت في الصورة التي يقبض فيها الأرواح قال النبي صلى الله عليه وسلم فلما نظر ملك الموت إلي وجدت الدنيا بين يديه كالدرهم بين يدي أحدكم يقلبه كيف يشاء ارتعد قلبي ورجف منه فوضع جبريل يده على صدري فرجعت روحي إلي وعقلي فقال جبريل يا محمد ما بعد القبر إلا ظلمة القبر ووحشته وسؤال منكر ونكير، قال النبي صلى الله عليه وسلم فودعته . فدعا رسول الله ربه بأن لا يظهر بقبض أرواح أمته ، فستجاب له الله .

.
فدخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) البيت المعمور وهو كعبة أهل السماء ككعبة أهل الأرض وهى فوق كعبة الأرض، ودخل معه الذين عليهم الثياب البيض ، وجنب الآخرون الذين عليهم ثياب رمد وهم على خير ، وصلى مع من دخلوا معه بالبيت المعمور ، ثم خرج ومن معه ،وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): فرأيت ملائكة فى موضع بمنزلة شرف يمشى بعضهم تجاه بعض ، فسألت جبريل إلى أين يذهبون ؟، فقال جبريل : لا أدرى! إلا إنى أراهم منذ خُلقت ولا أدرى واحد منهم قد رأيته قبل ذلك ، ثم سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم)  واحد منهم ، منذ كم خلقت ؟ فقال : لا أدرى غير أن الله عز وجل يخلق فى كل أربعمائة ألف سنة كوكباً وقد خلق منذ خلقنى أربعمائة ألف كوكب فسبحان من أله ما أوسع ملكوته ، فما من مقدار شبر فى الملأ الأعلى إلا وفيه ملك ساجد أو راكع أو قائم ، له زجل بالتسبيح والتقديس . ثم أنطلقنا حتى أنتهى إلى نهر عليه آنية من الياقوت واللؤلؤ والزبرجد وعليه طير خضراء فقلت ياجبريل إن هذا الطير ناعم ، فقال :يامحمد أكله أنعم منه ، ثم قال : أتدرى يامحمد أى نهر هذا ؟ قلت : لا ، قال : هذا هو الكوثر الذى أعطاك الله إياه ، فتأملت فيه ، فإذا فيه آنية الذهب والفضة يجرى على رضراض من الياقوت والزمرد مآؤه أشد بياضاً من اللبن . وقال سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) فأخذت من آنية فأغترقت من ذلك الماء فشربت ، فإذا هو أحلى من العسل وأشد رائحة من المسك .
.
ثم رُفع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى سدرة المنتهى، فنادى على جبريل ليكمل معه المسيرة ، فلم يستجب له ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفى هذا المكان يترك الخليل خليله ، قال جبريل عليه السلام : نعم يامحمد وما منا إلا له مقام معلوم ، فيعز علي فراقك يارسول الله ، يارسول الله إذا تقدمت أنت أخترقت وإذا تقدمت أنا أحترقت ، والذى بعثك بالحق ولو أنى تقدمت خطوة واحدة لأحترقت بنور الجلال .
.
فهذه السدرة ينتهى إليها كل أحد خلا من أمتك على سبيلك ، فإذا كل ورقة منها تكاد تُغطى هذه الأمة ، وإذا فيها عين تجرى يقال لها : سلسبيل ، فيشق منها نهران : أحدهما الكوثر والأخر الرحمة ، فأغتسلت فيه فغفر لى ما تقدم من ذنبى وما تأخر.
.
ثم إنى رُفعت إلى الجنة فأستقبلتنى جارية ، فقلت : لمن أنتِ ياجارية ؟ قالت : لزيد أبن حارثة ، ورأيت قصراً من ذهب فقلت (لمن هذا)؟ قيل : لشاب من قريش ، فظننت أنه هو ،فقيل : لعمر بن الخطاب، وإذا بأنهار يخرج منها ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى ، و شجرُها يسير الراكب فى ظلها سبعين عاماً لا يقطعها ، وإذا رمانها كأنها الدلاء عظماً ، وإذا بطيرها كأنها بختيكم هذه ، فقال عندها صلى الله عليه وعلى آله وسلم : إن الله قد أعد لعباده الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . ثم عرضت علي النار فإذا فيها غضب الله ورجزه ونقمه ، لو طرحت فيها الحجارة والحديد لأكلتها ، ثم أغلقت دونى.
.
-ثم عرج بى إلى مُستوى يُسمع فيه صريف الأقلام وهو مُستوى عالياً فيه الملائكة تكتُب بالأقلام قضاء الله تعالى وأمره ، فدنا الله رب العزة فتدلى حتى كان بين رسول الله (صلى الله عليه وسلم)وربه قاب قوسين أو أدنى ، فخر رسول الله ساجداً لله عز وجل فقال:التحيات لله والصلاوات والطيبات ، فقال الله عز وجل :السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته ، فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، فلما وجدت الملائكة تحية رب العالمين لرسوله الكريم فقالوا : اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم فى العالمين إنك حميد مجيد.
.
- قال الله عز وجل : سـل يامحمد ، فقال سيدنا محمد : إنك أتخذت إبراهيم خليلا ، وأعطيته ملكاً عظيما ، وكلمت موسى تكليما ، وأعطيت داود ملكاً عظيما ، وألنت له الحديد وسخرت له الجبال وأعطيت سليمان ملكاً عظيماً ، وسخرت له الجن والإنس والشياطين ، وسخرت له الرياح ، وأعطيته ملكاً لا ينبغى لأحد من بعده ، وعلمت عيسى التوراة والإنجيل ، وجعلته يبرئ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى بإذنك ، وأعذته وأمه من الشيطان الرجيم ، فلم يكن للشيطان عليهما سبيل، فقال الله عز وجل : يامحمد قد أتخذتك حبيبا وهو مكتوب فى التوراة محمد حبيب الرحمن ،وأرسلتك إلى الناس كافة بشيراً ونذيراً ، وشرحت لك صدرك ، ووضعت عنك وزرك ، ورفعت لك ذكرك فلا أُذكر إلا ذُكرت معى ، وجعلت أمتك خير أمة أخرجت للناس ، وجعلت أمتك أمة وسطا ، وجعلت أمتك هم الأولين وهم الأخرين ، وجعلت أمتك لا تجوز لهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدى ورسولى، وجعلت من أمتك أقواماً قلوبهم أناجيلهم ، وجعلتك أول النيين خلقاً،وآخرهم بعثاً ،وأولهم يقضى له ، وأعطيتك سبعاً من المثانى لم أعطيها نبياً قبلك ، وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم أعطيهم لنبياً قبلك ، وأعطيتك الكوثر ، وأعطيتك ثمانية أسهم : الإسلام،الهجرة،والجهاد،والصلاة، والصدقة،وصوم رمضان،والأمر بالمعروف،والنهى عن المنكر.
.

وجعلتك فاتحاً وخاتماً ، يامحمد إنى يوم خلقت السموات والأرض فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة فقم بها أنت وأمتك ، ثم أنِجَلت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)سحابة كانت قد غشيته عند لقائه مع رب العزة ، فأنصرف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مُسرعا ، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : فأتيت على إبراهيم فلم يقل لى شيئا ، ثم أتيت على موسى (كان موسى من أشدهم عليه حين مر به ، وخيرهم له حين رجع إليه)ً فقال : ما صنعت يامحمد؟ فقلت : فرض ربىعلي وعلى أمتى خمسين صلاة . قال:أرجع إلى ربك فأسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك ، فإنى قد بلوت بنى إسرائيل وخبرتهم ،فألتفت إلى جبريل فأشار إلى أن نعم إن شئت ، فرجعت سريعاً حتى غشيتنى السحابة فخررت ساجداً ، وقلت ربى إنك فرضت على وعلى أمتى خمسين صلاة فأسألك ربى التخفيف، قال الله عز وجل : وقد وضعت عنكم عشراً ، فأنجلت عنى السحابة فأنصرفت مُسرعاً ، فأتيت إبراهيم فلم يقل شيئاً ، ثم أتيت موسى فقال : ما صنعت يامحمد؟ فقلت:وضع عنى عشراً ، فقال موسى : لن تستطيع أمتك فأرجع إلى ربك فأسأله التخفيف .....وأستمر هذا التخفيف حيث قال يا رب إن أمتي ضعفاء أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبصارهم وأبدانهم فخفف عنا فقال الجبار : يا ‏ ‏محمد :‏ ‏قال لبيك وسعديك، قال الله عز وجل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :هى خمس لا يُبدل القول لدى ، يامحمد إنهن خمس صلوات لكل يوم وليلة لكل صلاة عشر فتلك خمسون ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشراً ، ومن هم بسيئة ولم يعملها كتبت له حسنة ، ومن عملها كتبت له سيئة واحدة ، فأنجلت عنى السحابة فأنصرفت مُسرعاً ، ومررت على إبراهيم فلم يقل شيئاً ، ثم أتيت على موسى فقال : ما صنعت يامحمد ؟ فأخبرته فقال لى أرجع يامحمد إلى ربك فأسأله التخفيف ، فقلت : قد رجعت إلى ربى حتى أستحييت منه. فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لجبريل : ما لى آت أهل سماء إلا رحبوا بى وضحكوا لي غير رجل واحد فسلمت عليه فرد السلام ورحب بى ولم يضحك إلي ؟ فقال جبريل عليه وسلام:يامحمد ذاك أسمه مالك خازن جهنم لم يضحك منذ خُلِقت ولو ضحك إلى أحد لضحك إليك .
.
ثم ركب منصرفاً رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ، فبينما هو فى طريق عودته مر بعير لقريش تحمل طعاماً، منها جمل عليه غرارتان(قربتان) غرارة سوداء وغرارة بيضاء ، فلما حاذى رسول الله بالبعير نفرت منه وأستدارت وصرع ذلك البعير وأنكسر.

.
فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) : فأصبحت بمكة ، فأثقلنى أمرى، وعرفت أن الناس مُكذبى،فقعدت معتزلاً حزيناً ، فمر به عدو الله أبو جهل ،فجاء حتى جلس إليه،فقال له كالمستهزئ : هل كان من شئ؟فقال سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم :إنى أُسرِى بى الليلة،قال أبو جهل إلى أين؟قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم):إلى بيت المقدس ، قال أبو جهل : ثم أصبحت بيننا؟ قال رسول الله : نعم . فقال عدو الله: أرأيت إن دعوت قومك أتحدثهم بما حدثتنى؟ قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : نعم. فنادى أبو جهل عدو الله هيا معشر بنى كعب بن لؤى ، هلموا ، فجاؤوا حتى جلسوا إليهما . فقال عدو الله حدث قومك بما حدثتنى،فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) إنى أسرى بى الليلة ، قالوا : إلى أين ؟ قال : إلى بيت المقدس ، قالوا : ثم أصبحت بيننا ؟ قال : نعم ، فقال رسول الله فرأيت القوم بين مصفق ، ومن بين واضع يده على رأسه مُتعجباً ، فقال عدو الله أبو جهل :ألا تعجبون مما يقول محمد ؟ يزعم أنه أتى البارحة بيت المقدس ، ثم أصبح فينا ، وأحدُنا يضرب مطيته مصعده شهراً ومنقلبه شهراً ، فهذه مسيرة شهرين فى ليلة واحدة!فقال أحداً من قومه ما علامة ما تقول ؟ فحكى رسول الله ما رأه من بعير وما حدث وانها ستأتى قبل غروب هذا اليوم ، فقالوا سنرى، وقال أحد المشركين : يامحمد أنا أعلم الناس ببيت المقدس ، فكيف بناؤه؟وكيف هيئته؟وكيف قربه من الجبل؟فأنزل الله عز وجل جبريل عليه السلام يحمل لرسول الله بيت المقدس ،فأخذ رسول الله ينظر إليه ويصفه بدقة متناهية،فقال السأل:صدقت يارسول الله ،فذهب بعض المشركين إلى أبو بكر الصديق يحكوا له ما قاله صاحبه ، فقال أبو بكر رضي الله عنه والله ِإن قال ذلك فقد صدق وأنا لنصدقه فيما هو أبعد من هذا ، نصدقه على خبر السماء، فسمى أبو بكر (الصديق).
.
فسأل المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟قال عليه الصلاة والسلام : رأيت نوراًفقالوا وهل سنرى ربنا يوم القيامة ؟فقال عليه الصلاة والسلام : نعم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر.
.
فأنتظر المشركون العير حتى أتى وقت الغروب ولم تأتى ، فأخذوا ينظرون إلى رسول الله على عدم الوصول وباقى لحظات وتغرب الشمس ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه بأن لا تغرب الشمس قبل عودة العير، فكان أمر الله بأن لا تغرب الشمس حتى تظهر عودة العير وكانت هذه معجزة من معجزات سيدنا محمد أكرمها به الله عز وجل ، فظهرت العير وبشر أهل مكة بالوصول وهنا شكر وحمد رسول الله ربه،فسأل المشركين العير على ما حدث لهم فأخبروهم مثل ما حدثهم عليه رسول الله(صلى الله عليه وسلم)،فآمن من آمن بالله ورسوله وبقى من بقى على كفرهم واستمروا في أذى الرسول صلى الله عليه وسلم .
.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ42 مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ43 وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ العَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُم مِّنْ قَبْل ُمَا لَكُم مِّنْ زَوَالٍ44 وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَال45 وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجِبَال46 فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ 47 يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ 48وَتَرَى المُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ 49 سَرَابِيلُهُم مِّنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ50 لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الحِسَابِ51 هَذَا بَلاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ52 .

فضل قراءة سورة الفاتحة

بسم الله الرحمن الرحيم
.
      عن النبـي صلى الله عليه وسلم:  روىٰ وائلُ بنُ حجر " أن النبـي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ ولا الضالين قال: " آمين " ، ورفع بها صوته " عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبـيّ بنِ كعب: " ألا أخبرك بسورة لم ينزِلْ في التوراة والإنجيل والقرآن مثلُها؟ قلت: بلى، يا رسول الله قال: فاتِحةُ الكتاب إنها السبعُ المثاني والقرآنُ العظيم الذي أوتيتُه " وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبـي صلى الله عليه وسلم قال: " إن القومَ ليبعثُ الله عليهم العذابَ حتماً مقضياً، فيقرأ صبـيٌّ من صبـيانهم في الكتاب الحمدُ لله رب العالمين، فيسمعه الله تعالى فيرفعُ عنهم بذلك العذابَ أربعين سنة ".
.
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم/ ابو السعود 
.

فضل قراءة سورة البقرة

بسم الله الرحمن الرحيم
.
      عن النبـي صلى الله عليه وسلم:  "أنزلَ الله آيتين من كنوز الجنةِ كتبهما الرحمنُ بـيده قبل أن يخلُق الخلق بألفي عامٍ من قرأهما بعد العِشاء الأخيرةِ أجزاتاه عن قيام الليل " وعنه عليه السلام: " من قرأ آيتين من سورة البقرة كفتاه " وهو حُجةٌ على من استكره أن يقول سورةُ البقرة وقال: ينبغي أن يقالَ: السورة التي يذكر فيها البقرة كما قال عليه السلام: " " السورةُ التي يذكرُ فيها البقرةُ فُسطاطُ القرآن فتعلُّمُها بركةٌ وتركُها حسرةٌ، ولن تستطيعَها البَطَلةُ " ، قيل: وما البطلةُ؟ قال عليه السلام: " السحَرَة " ".
.
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم/ ابو السعود 
.
وأخرج الشافعي وابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة والبيهقي في سننه عن أبي هريرة قال: أخذت لنا الريح بطريق مكة، وعمر حاج، فاشتدت فقال عمر لمن حوله: ما بلغكم في الريح؟ فقلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " الريح من روح الله تأتي بالرحمة وبالعذاب، فلا تسبوها وسلوا الله من خيرها، وعوذوا بالله من شرها ".
.
أخرج الترمذي والنسائي وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تسبوا الريح فإنها من روح الله تعالى، وسلوا الله خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وتعوذوا بالله من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به ".
.
أخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تسبوا الليل والنهار ولا الشمس ولا القمر ولا الريح، فأنها تبعث عذاباً على قوم ورحمة على آخرين ".
.
أخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ في دبر كل صلاة مكتوبة آية الكرسي حفظ إلى الصلاة الأخرى، ولا يحافظ عليها إلا نبي أو صديق أو شهيد ".
.
أخرج أبو الحسن محمد بن أحمد بن شمعون الواعظ في أماليه وابن النجار عن عائشة " أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فشكا إليه أن ما في بيته ممحوق من البركة، فقال: أين أنت من آية الكرسي، ما تليت على طعام ولا إدام إلا أنمى الله بركة ذلك الطعام والإِدام ".
.
أخرج الدارمي عن أيفع بن عبد الله الكلاعي قال: " قال رجل: يا رسول الله أي آية في كتاب الله أعظم؟ قال: " آية الكرسي { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } قال: فأي آية في كتاب الله تحب أن تصيبك وأمتك؟ قال: آخر سورة البقرة، فإنها من كنز الرحمة من تحت عرش الله، ولم تترك خيراً في الدنيا والآخرة إلا اشتملت عليه ".
.
أخرج ابن النجار في تاريخ بغداد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة أعطاه الله قلوب الشاكرين، وأعمال الصديقين، وثواب النبيين، وبسط عليه يمينه بالرحمة، ولم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت فيدخلها ".
.
أخرج البيهقي في شعب الإِيمان من طريق محمد بن الضوء بن الصلصال بن الدلهمس عن أبيه عن جده " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يكن بينه وبين أن يدخل الجنة إلا أن يموت، فإن مات دخل الجنة ".
.
أخرج المحاملي في فوائده عن ابن مسعود قال: " قال رجل: يا رسول الله علمني شيئاً ينفعني الله به. قال " اقرأ آية الكرسي فإنه يحفظك وذريتك ويحفظ دارك، حتى الدويرات حول دارك " ".
.
أخرج ابن مردويه والشيرازي في الألقاب والهروي في فضائله عن ابن عمر. أن عمر بن الخطاب خرج ذات يوم إلى الناس فقال: أيكم يخبرني بأعظم آية في القرآن، وأعدلها، وأخوفها، وأرجاها؟ فسكت القوم. فقال ابن مسعود: على الخبير سقطت " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أعظم آية في القرآن { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } وأعدل آية في القرآن { إن الله يأمر بالعدل والإِحسان } [النحل: 90] إلى آخرها، وأخوف آية في القرآن { فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره } [الزلزلة: 7-8] وأرجى آية في القرآن { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } [الزمر: 53] ".
.
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ آخر سورة البقرة، أو آية الكرسي ضحك، وقال: إنهما من كنز الرحمن تحت العرش،وإذا قرأ { من يعمل سوءاً يجز به } [النساء: 123] استرجع واستكان ".
.
أخرج البيهقي عن علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول: " من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت، ومن قرأها حين يأخذ مضجعه أمنه الله على داره ودار جاره، وأهل دويرات حوله ".
.
أخرج ابن أبي الدنيا في الدعاء والطبراني وابن مردويه والهروي في فضائله والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي أمامة يرفعه " قال: " اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في ثلاث سور: سورة البقرة، وآل عمران، وطه، قال أبو أمامة: فالتمستها فوجدت في البقرة في آية الكرسي { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } وفي آل عمران { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } [آل عمران: 2] وفي طه { وعنت الوجوه للحي القيوم } [طه: 111] " ".
.
أخرج ابن السني عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " من قرأ آية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة عند الكرب أغاثه الله ".
.
أخرج سعيد بن منصور والحاكم والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " سورة البقرة فيها آية سيدة آي القرآن، لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلا خرج منه، آية الكرسي ". 
.
وأخرج الدارمي والترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ
(حم، المؤمن) إلى { إليه المصير } ، وآية الكرسي حين يصبح حُفِظَ بهما حتى يمسي، ومن قرأهما حين يمسي حُفِظَ بهما حتى يصبح ".
.
أخرج ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان، والدينوري في المجالسة عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن جبريل أتاني فقال: إن عفريتاً من الجن يكيدك، فإذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ".
.
أخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي ذر " أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكرسي فقال: يا أبا ذر ما السموات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وأن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة ".
.
أخرج البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن عمران بن حصين قال: كانت لي بواسير، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فقال " صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب ".
.
أخرج سفيان والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم به ".
.
أخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي بكر الهذلي عن شهر عن أم الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الله تجاوز لأمتي عن ثلاث: عن الخطأ، والنسيان، والاستكراه. قال أبو بكر: فذكرت ذلك للحسن فقال: أجل، اما تقرأ بذلك قرآنا { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } ".
.
أخرج عبد بن حميد عن عطاء قال: " لما نزلت هذه الآيات { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } فكلما قالها جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: آمين رب العالمين ".
.
أخرج ابن السني والبيهقي في الشعب عن حذيفة قال " صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ سورة البقرة، فلما ختمها قال: اللهم ربنا ولك الحمد عشراً أو سبع مرات ". 
.
وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وأحمد والدارمي والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن الضريس والبيهقي في سننه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ". 
.
وأخرج أبو عبيد والدارمي والترمذي والنسائي وابن الضريس ومحمد بن نصر وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن النعمان بن بشير "
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان ". 
.
وأخرج أحمد وأبو عبيد ومحمد بن نصر عن عقبة بن عامر " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اقرأوا هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة، فإن ربي أعطانيهما من تحت العرش ".
.
أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن أبي ذر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش، فتعلموهما وعلموهما نساءكم وأبناءكم، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء ".
.
أخرج أبو عبيد وابن الضريس وجعفر الفريابي في الذكر عن محمد بن المنكدر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أواخر سورة البقرة " إنهن قرآن، وإنهن دعاء، وإنهن يدخلن الجنة، وإنهن يرضين الرحمن ".
.
أخرج الطبراني بسند جيد عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان ".
.
أخرج ابن عدي عن ابن مسعود الأنصاري " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنزل الله آيتين من كنوز الجنة كتبهما الرحمن بيده قبل أن يخلق الخلق بألفي عام، من قرأهما بعد العشاء الآخرة أجزأتاه عن قيام الليل ".
.

فضل قراءة سورة آل عمران

بسم الله الرحمن الرحيم
.
      عن النبـي صلى الله عليه وسلم: " من قرأ سورةَ آلِ عِمرانَ أعطيَ بكل آيةٍ منها أماناً على جسر جهنَّم " وعنه صلى الله عليه وسلم: " من قرأ السورةَ التي يُذكر فيها آلُ عمرانَ يوم الجمعةِ صلى الله عليه وملائكتُه حتى تُحجَبَ الشَّمسُ " والله أعلم.
.
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم/ ابو السعود 
.
أخرج ابن السني في عمل يوم وليلة وأبو منصور الشجامي في الأربعين عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، والآيتين من آل عمران { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم، إن الدين عند الله الإسلام } و { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء } [آل عمران: 26] إلى قوله { بغير حساب } هن معلقات بالعرش. ما بينهن وبين الله حجاب يقلن: يا رب تهبطنا إلى أرضك وإلى من يعصيك. قال الله: إني حلفت لا يقرأكن أحد من عبادي دبر كل صلاة ـ يعني المكتوبة ـ إلا جعلت الجنة مأواه على ما كان فيه، وإلا أسكنته حظيرة الفردوس، وإلا نظرت إليه كل يوم سبعين نظرة، وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة، وإلا أعذته من كل عدوّ ونصرته منه ".
.
أخرج ابن عدي والطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان وضعفه والخطيب في تاريخه وابن النجار عن غالب القطان قال: أتيت الكوفة في تجارة، فنزلت قريباً من الأعمش، فلما كان ليلة أردت أن أنحدر قام فتهجد من الليل، فمر بهذه الآية { شهد الله أنه لا إله إلا هو } إلى قوله { إن الدين عند الله الإِسلام } فقال: وأنا أشهد بما شهد الله به، واستودع الله هذه الشهادة، وهي لي وديعة عند الله. قالها مراراً فقلت: لقد سمع فيها شيئاً، فسألته فقال: حدثني أبو وائل، عن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يُجاءُ بصاحبها يوم القيامة فيقول الله: عبدي عهد إلي وأنا أحق من وفى بالعهد، أدخلوا عبدي الجنة "
.
أخرج ابن أبي الدنيا في الدعاء عن معاذ بن جبل قال: " شكوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ديناً كان عليَّ فقال: يا معاذ أتحب أن يقضى دينك؟ قلت: نعم. قال { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطي منهما ما تشاء، وتمنع منهما ما تشاء، اقض عني ديني فلو كان عليك ملء الأرض ذهباً أدي عنك ".
.
أخرج الطبراني في الصغير بسند جيد عن أنس بن مالك قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ: ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد ديناً لأداه الله عنك؟ قل يا معاذ { اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك ".
.
أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا وقعتم في الأمر العظيم فقولوا { حسبنا الله ونعم الوكيل } ".
.
أخرج ابن أبي الدنيا في الذكر عن عائشة " " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتدّ غمه مسح بيده على رأسه ولحيته ثم تنفس الصعداء وقال: حسبي الله ونعم الوكيل
.
وأخرج أبو نعيم عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حسبي الله ونعم الوكيل أمان كل خائف ".
.
أخرج الحكيم الترمذي عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال عشر كلمات عند كل صلاة غداة وجد الله عندهن مكفياً مجزياً: خمس للدنيا، وخمس للآخرة: حسبي الله لديني، حسبي الله لما أهمني، حسبي الله لمن بغى عليّ، حسبي الله لمن حسدني، حسبي الله لمن كادني بسوء، حسبي الله عند الموت، حسبي الله عند المسألة في القبر، حسبي الله عند الميزان، حسبي الله عند الصراط، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه أنيب ".
.
أخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن ابن عباس قال: " بت عند خالتي ميمونة، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل، ثم استيقظ فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده. ثم قرأ العشر الآيات الأواخر من سورة آل عمران حتى ختم "
.